للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قدرت" (١). أي: اذبحه في أي موضع أمكن من بدنه إذا لم يتمكن من نحره. والتردي تفعل من الرداء وهو الهلاك.

(وأعوذ بك من الغرق) بفتح الراء مصدر وهو الذي غلبه الماء وقوي عليه [حتى أشرف] (٢) على الهلاك ولم يغرق فإذا غرق فهو غريق، ومنه الحديث: يأتي على الناس زمان لا ينجو إلا من [دعا الله دعاء] (٣) الغرق (٤). كأنه (٥) أراد إلا من أخلص الدعاء عند معاينة الهلاك؛ لأن من أشفى على الهلاك و [لم يمت فإنه] (٦) يخلص في دعائه طلبًا للنجاة.

(و) من (الحرق) كما تقدم [في الغرق] (٧) وهو الذي يقع في حريق النار فيلتهب بالنار ولا يموت، ويحتمل أن يراد به وقوع الحريق في زرع أو أثاث أو غير ذلك من الأموال، فإذا وقع في شيء يتجاوز (٨) إلى ما لا نهاية له كما في بيوت الخشب ونحوه (والهرم) (٩) بفتح الراء؛ لأنه ينتهي بصاحبه إلى الخرف وذهاب العقل فيعود العالم جاهلًا، وقد تقدم.

قوله: (وأعوذ بك) من (أن يتخبطني الشيطان عند الموت) وهو أن يستولي الشيطان عليه عند مفارقته الدنيا فيضله ويحول بينه وبين التوبة،


(١) رواه البخاري معلقًا ٧/ ٩٣.
(٢) في (م): فأشرف.
(٣) في (ر): دعاءها.
(٤) رواه ابن أبي شيبة ١٥/ ٩١ (٢٩٧٨٣) والحاكم ٤/ ٤٢٥، والبيهقي في "الشعب" ٢/ ٤٠ من حديث حذيفة موقوفًا، ورواه الحاكم ١/ ٥٠٦ من حديثه أيضًا وقال: عن حذيفة رفعه.
(٥) زاد في (ر): خص.
(٦) في (ر): لمن فاته.
(٧) سقط من (ر).
(٨) من (ر).
(٩) في (ر): الغرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>