للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وكانت مناة حذو) بالذال المعجمة (قديد) أي: مقابله، وقديد (١) بضم القاف وتكرير الدال المهملة مصغر، وهي قرية حليفة (٢) بين مكة والمدينة كثيرة المياه، قاله أبو عبيد البكري (٣).

(وكانوا يتحرجون) بالحاء المهملة والجيم، أي: يحاجون من الحرج وهو الإثم في فعله، وهو (أن يطوفوا بين الصفا والمروة) وروى الفاكهي أن عمرو بن لحي نصب مناة على ساحل البحر مما يلي قديد، وكانت الأزد وغسان يحجونها ويعظمونها، إذا طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفات وفرغوا من منى أتوا مناة فأهلوا لها، فمن أهل لها لم يطف بين الصفا والمروة (٤).

(فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن) فعل (ذلك) بعد الإسلام (فأنزل الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ}).

قال الجوهري في "الصحاح": الشعائر أعمال الحج وكل ما جعل علمًا لطاعة الله (٥) والحكمة في التعبير بذلك مطابقة جواب السائلين؛ لأنهم توهموا من كونهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية أنه لا يستمر في الإسلام، فخرج الجواب مطابقًا لذلك، وأما وجوب السعي فمستفاد من دليل آخر، ولا مانع من أن يكون الفعل واجبًا ويعتقد


(١) في (م): قد.
(٢) في (م): جامعة.
(٣) "معجم ما استعجم" ٣/ ٢٩٩.
(٤) انظر: "أخبار مكة" للفاكهي ٥/ ١٦٣ (٧٢).
(٥) "الصحاح" (شعر).

<<  <  ج: ص:  >  >>