للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالإجماع (بالمعروف) أي: بما يعرف من حاله وحالها، وهو حجة لمالك حيث يقول: إن النفقات على الأزواج غير مقدرات، وإنما ذلك بالنظر إلى أحوالهم وأحوالهن (١).

(وإني قد تركت فيكم) أي: بعدي (ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم) أي إن امتنعتم به حين علمتم (٢) به وتبعتموه لن تضلوا بعده أبدًا، قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (٣)، ونظيره حديث: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" (٤) وكل نفيس ثقل، فقد سماهما ثقلين إعظامًا لقدرهما (كتاب الله) بالنصب بدل من ما بيان لما يعتصم به وهو القرآن الذي هو حبل الله كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} (٥)، وفي رواية الحاكم: "إن هذا القرآن حبل الله عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه" (٦) (وأنتم مسؤولون عني) أي: عن (٧) تبليغي (فما أنتم قائلون؟ ) إذا سُئلتم (قالوا: نشهد أنك قد بلغت) الرسالة وأديت (٨) الأمانة (ونصحت) الأمة.

(ثم قال بأصبعه السبابة) أي: مشيرًا بها (يرفعها إلى السماء) أما إشارته إلى السماء فلأنها قبلة الدعاء، أو لعلو الله تعالى المعنوي؛


(١) انظر "المدونة" ٢/ ١٨٠.
(٢) في (ر): عملتم.
(٣) طه: ١٢٣.
(٤) رواه أحمد في "مسنده" ١٧/ ٢١١، والطبراني في "الأوسط" ٤/ ٣٣.
(٥) آل عمران: ١٠٣.
(٦) "المستدرك" ١/ ٥٥٤.
(٧) و (٨) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>