للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يختص بجهة، وقد بين ذلك بقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١) (وينكتها) [قال المنذري: بالباء الموحدة وهو الصواب، والرواية بالمثناة، وهو الرواية، وفيه بعد] (٢) (إلى الأرض) قال القرطبي: روايتي في هذِه اللفظة وتقييدي على من أعتمده من الأئمة بضم الياء وفتح النون وكسر الكاف مشددة وضم الباء الموحدة [وروي ينكبها بتخفيف] (٣) الباء، ساكنة النون وبضم الكاف (٤). قال القاضي عياض: رويناه في "سنن أبي داود" بالتاء المثناة (٥)، من طريق ابن الأعرابي أي: مع إسكان النون بعد الياء المفتوحة، وضم الكاف المخففة، قال: وبالموحدة من طريق التمار، أي: كما تقدم عن القرطبي، ومعنى: الباء الموحدة يعدلها ويعطفها (٦) (إلى الناس) وعلى رواية الموحدة يقلبها، وعلى رواية المثناة كذلك أي: يقلبها ويردها، ومنه نكت كنانته أي: قلبها، وقال: (اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد) قال ذلك؛ لأنه كان فرضًا عليه أن يبلغ ما


(١) الحديد: ٤.
(٢) سقط من (م).
(٣) في (ر): ورويت ينكتها مخففة.
(٤) "المفهم" ٣/ ٣٥٥.
(٥) قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" ٤/ ٢٧٧ - ٢٧٨: بنصه: قوله بإصبعه السبابة ينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد" كذا الرواية بالتاء باثنتين من فوقها وهو بعيد المعنى قيل: صوابه: "ينكبها" بباء واحدة، وكذا رويناه عن شيخنا الوليد هشام بن أحمد من طريق ابن الأعرابي عن أبي داود في تصنيفه بالباء بواحدة، وبالتاء اثنتين من طريق أبي بكر النجار عنه. ." وهذا ظاهره خلاف ما في "شرح النووي" ٨/ ١٤٨.
(٦) في (ر): يقطفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>