للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحت (١)، قال أبو الفتح: والقول في هذِه القراءة أنه أراد أيامى فقلبت الهمزة ياء، كما قلبت الهمزة في: قطع الله أديه. أي: يده (٢). والأيامى: جمع أيم بتشديد الياء ({وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}) أي: في أن تنكحوهن فحذفت في، أي: ترغبون في مالها إذا كانت كثيرة المال، وحديث عائشة يدل على أن المحذوف: عن. أي: وترغبون عن أن تنكحوهن. قال في حديثها: وترغبون أن تنكحوهن رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره، حين تكون قليلة المال والجمال، كما سيأتي.

(قالت) عائشة (والذي ذكر الله) تعالى (أنه يتلى عليهم في الكتاب) هي (الآية التي قال الله تعالى فيها) في أول النساء: ({وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ}) أي: حل ({لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}) (٣) قال بعضهم: تأويل الآية أن الله تعالى خاطب أولياء اليتامى، فقال: وإن خفتم من أنفسكم المشاحة في صداقهن وأن لا تعدلوا فتبلغوا بهن صداق أمثالهن فلا تنكحوهن وانكحوا غيرهن من الغرائب اللاتي أحل الله لكم خطبتهن (قالت عائشة: وقول الله - عز وجل - في الآية الآخرة) من سورة النساء ({وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}) (٤) هذِه الرغبة (هي رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره) يجوز أن يكون من حجر الثوب وهو


(١) انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه ص ٣٥، "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٠٠.
(٢) "المحتسب" ١/ ٢٠٠.
(٣) النساء: ٣.
(٤) النساء: ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>