للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ثلاث (في ذات الله) أي: في حق ذات الله ودفع كل آلهة سوى الله تعالى، وبيان الحجة على أن المستحق للإلهية هو الله تعالى لا غيره، وفيه دليل جواز إطلاق لفظ الذات على وجود الله، وفيه رد على بعض المتكلمين، وواحدة في شأن سارة.

(قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}) (١) هذا اعتذار عما دعوه إليه من الخروج معهم بأنه سقيم، فورى بهذا اللفظ وهو يريد خلاف ما فهموا عنه حتى يخلو بالأصنام فيكسرها، وتأويل قوله {إِنِّي سَقِيمٌ} أي: ما سأسقم فإن ابن آدم عرضة للأسقام (وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ}) قال هذا لما احتج بأنه سقيم ويخلو عنهم فكسر الأصنام وترك كبيرها لينسب إليه كسرها في الظاهر، فلما قال هذا القول قطعهم به فإنهم لما رجعوا من عيدهم وجدوا الأصنام مكسورة {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ} (٢) فقال بعضهم: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (٣) وكان هذا الذكر قول إبراهيم {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} (٤) فلما أحضروه قالوا: من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ فأجابهم بقوله: {بَلْ فَعَلَهُ}. قال ابن قتيبة وطائفة: جعل النطق شرطًا لفعل كبيرهم، أي: فعله كبيرهم إن كان ينطق (٥).


(١) الصافات: ٥٩.
(٢) الأنبياء: ٥٩.
(٣) الأنبياء: ٦٠.
(٤) الأنبياء: ٥٧.
(٥) "تأويل مختلف الحديث" ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>