للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وهو نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: ليس المسكين بالطواف ... الحديث (١). فإنه لم يرد إخراجه من أسباب المسكنة كلها، وإنما أراد الكامل المسكنة الذي لا يجد غنى يغينه ويستحق أن يسأل الناس ولا يفطن له (٢).

قال ابن دقيق العيد: وأخذ من هذِه القصة أن كراهة الصوم [في السفر] (٣) مختصة بمن هو في مثل هذِه الحالة ممن يجهده الصوم ويشق عليه، إذ يؤدي إلى ترك ما هو أولى من الصوم من وجوه القرب فينزل قوله: "ليس من البر الصوم في السفر" على مثل هذِه الحال. قال: والمانعون في السفر أن اللفظ عام والعبرة بعمومه لا بخصوص السبب (٤). ولفظ رواية الإمام أحمد من حديث كعب بن عاصم الأشعري: "ليس من أمبر أمصيام في أمسفر" (٥). فهذِه لغة لبعض أهل اليمن يجعلون لام التعريف ميمًا، ويحتمل أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - خاطب بها هذا الأشعري كذلك؛ لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته، فحملها عنه الراوي وأداها باللفظ الذي سمعها به (٦).

[٢٤٠٨] (حدثنا شيبان بن فرُّوخَ) لا ينصرف (حدثنا أبو هلال) محمد ابن سليم (الراسبي) بسين مهملة ثم باء موحدة، نزل في بني راسب


(١) "شرح معاني الآثار" ٢/ ٦٣.
(٢) "فتح الباري" لابن حجر ٤/ ١٨٥.
(٣) ساقط من (ر).
(٤) "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" ص ٤٠٣.
(٥) "مسند أحمد" ٥/ ٤٣٤.
(٦) انظر: "التلخيص الحبير" ٢/ ٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>