للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح عن أبي عمرو الشيباني قال: بلغ عمر أن رجلًا يصوم الدهر فأتاه فعلاه بالدرة وجعل يقول: كل يا دهري (١).

ومن طريق ابن (٢) إسحاق: أن عبد الرحمن بن أبي نُعْم كان يصوم الدهر، فقال عمرو بن ميمون: لو رأى هذا أصحاب محمَّد لرجموه (٣).

واحتجوا أيضًا بحديث أبي موسى رفعه: "من صام الدهر ضيقت عليه جهنم". وعقد بيده تسعين. أخرجه أحمد (٤)، والنسائيُّ (٥)، وابن خزيمة (٦)، وابن حبَّان (٧)، وحمله ابن خزيمة معنى ضيقت عليه أي: عنه فلم يدخلها (٨).

وفي الطبراني عن أبي الوليد ما يومئ إلى ذلك (٩).

ومن قاله بظاهره قال: يضيق عليه حصرًا له فيها لتشديده على نفسه ورغبته عن السنة واعتقاده أن غير السنة أفضل منها، وهذا يقتضي الوعيد الشديد، فيكون حرامًا، وذهب آخرون إلى جواز صيام الدهر، وحملوا أخبار النهي على من صامه حقيقة فإنَّه يدخل فيه ما حرم صيامه كالعيدين،


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٩٦٤٩).
(٢) زيادة من (ل).
(٣) "تهذيب الآثار" للطبري (٤٩٧).
(٤) "مسند أحمد" ٤/ ٤١٤.
(٥) ذكره المزي في "تحفة الأشراف" (٩٠١١) للنسائي من رواية أبي الحسن بن حيويه.
(٦) "صحيح ابن خزيمة" (٢١٥٤).
(٧) "صحيح ابن حبَّان" (٣٥٨٤).
(٨) "صحيح ابن خزيمة" ٣/ ٣١٣.
(٩) "الأوسط" من حديث أبي موسى وشيخه فيه أبو مسلم الكشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>