للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خروجهم وانبعاثهم ضعف رغبة الانبعاث وأزالها (١) من قلوبهم فحصل منهم التثبط والقعود عن الغزو.

والحديث شبيه بقوله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} وفي هذا حث عظيم، وترغيب شديد في سكنى الشام والإقامة بها عند كثرة الفتن وشدة المحن، وروى البزار (٢)، عن أبي الدرداء، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن - بالشام".

قال الحافظ عبد الحق: هذا صحيح، ولعل هذِه الفتن هي التي تكون عند خروج الدجال. والله أعلم.

(وتحشرهم النار) كما روى ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؛ قال: عليكم بالشام". رواه الترمذي (٣).

(مع القردة والخنازير) التي يمسخون، كما روى الحافظ رزين بن معاوية في "تجريد صحاح أصول الدين" (٤) عن أنس: أن رسول الله


(١) في الأصلين: وأزالهم. والمثبت أليق بالسياق.
(٢) رواه البزار (٤١١١)، وأحمد ٥/ ١٩٨ من طرق عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء به. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٥٦٧: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عامر الأنطاكي، وهو ثقة.
وأخرجه أحمد ٤/ ١٩٨، والطبراني في "مسند الشاميين" ٢/ ٢٨٨، من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الله بن الحارث، عن عمرو بن العاص به.
(٣) (٢٢١٧)، وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في "الصحيحة" (٢٧٦٨).
(٤) هو رزين بن معاوية بن عمار، الإمام المحدث الشهير، أبو الحسن العبدري الأندلسي السرقسطي، توفي بمكة ٥٣٥ هـ. انظر: "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٢٠٥. =

<<  <  ج: ص:  >  >>