للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجلس، فقال له الآخر: كسلت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو [أو سهو] (١) إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله وتعليم السباحة" (٢).

(وأن ترموا) (أن) بفتح الهمزة مصدرية تقدر هي وما بعدها بالمصدر، أي: والرمي بالسهام (أحب) خبر المبتدأ المقدر بالمصدر، كقوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} (٣).

(إلى من أن تركبوا) أي: من ركوبكم الخيل لتأديبها كما تقدم (ليس) أي: ليس يباح لكم (من اللهو إلا ثلاثة) أشياء، وفي بعض الروايات: "ليس من اللهو ثلاثة"، ولفظ ابن ماجه (٤): "وكل ما يلهو به المسلم إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فإنه من الحق" (تأديب الرجل فرسه) تعليمه فرسه الركض والجولان على نية الغزو بالركوب عليها والمسابقة بها وتعليمها ما تحتاج إليه من الأمور المستحبة في أمثالها، وفي معنى الفرس كل ما يقاتل عليه من الإبل والفيل والبغل، وفي معناه تعليم الكلب للصيد والحراسة، وتعلم سباحة (وملاعبته أهله) (٥) ومزاحه معها بالنزول إلى درجات عقولهن لتطيب قلوبهن


(١) زيادة من (ل).
(٢) "المعجم الكبير" ٢/ ١٩٣ (١٧٨٥)، "المعجم الأوسط" ٨/ ١١٨ (٨١٤٧)، ورواه النسائي في "الكبرى" ٥/ ٣٠٢ (٨٩٣٨)، والبيهقي ١٠/ ١٥، قال الحافظ في "الدراية" ٢/ ٢٤٠: إسناده حسن. وصححه الألباني في "الصحيحة" (٣١٥).
(٣) البقرة: ١٨٤.
(٤) اسنن ابن ماجه" (٢٨١١).
(٥) ورد بعدها في الأصل: نسخة: لأهله.

<<  <  ج: ص:  >  >>