للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليمين نكولًا، أي: جبن، والناكل: الجبان الضعيف.

وقال أبو عبيدة: نكِل بالكسر لغة أنكرها الأصمعي.

وقال المنذري (١): ينكلوا مثلث الكاف، أي: يجبنوا ويتأخروا عن الجهاد.

(عن الحرب) وفي رواية: عند الحرب، وهذا الحديث نظير ما حكاه الله عن حبيب النجار الذي جاء من أقصى المدينة يسعى {قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} (٢). فقام إليه قومه فرجموه حتى مات، وقيل: حرقوه مع الرسل، فقال لما دخل الجنة: {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} (٣) ليؤمنوا -أهل أنطاكية- بعيسى عليه السلام، وفي الحديث: "نصح قومه حيًّا وميتًا" (٤). كما نصح قتلى أحد إخوانهم بعد الموت فلا يُلغى المؤمن إلا ناصحًا.

(فقال الله: أنا أبلغهم) (٥) أي: أبلغ إخوانكم (عنكم) لما أدخلهم الله الجنة ووعد داخلها ما تشتهيه نفسه وتمنوا تبليغ إخوانهم ولم يكن عندهم في الجنة من يخرج إلى الدنيا ليبلغ إخوانهم بلغ الله عنهم على لسان رسوله، وفي ذلك فضيلة عظيمة للشهداء (فأنزل الله) في كتابه: ({وَلَا


(١) "الترغيب والترهيب" ٢/ ٢١٣.
(٢) سورة يس: ٢٠.
(٣) يس: ٢٦ - ٢٧.
(٤) ذكره الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في "تفسير الكشاف" ٣/ ١٦٣ وعزاه لابن مردويه في تفسيره، وذكر إسناده، وفيه عمر بن إسماعيل بن مجالد، وهو متروك. انظر: "تهذيب الكمال" ٢١/ ٢٧٤.
(٥) ورد بعدها في الأصل: نسخة: أنا مبلغهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>