للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَائش) بالحاء المهملة وبالشين المعجمة ممدودًا (نخل) هو جماعة النخل الصغار ولا واحد له من لفظه. وهذا مما يستدل به على أنه يستحب من أراد قضاء الحاجة أن يستتر عن العيون، فإن وجد حائطًا أو كئيب رمل أو شجرًا أو بعيرًا استتر به، فإن لم يجد شيئًا أبعد حتى لا يراه أحد.

(قال: فدخل حائطًا) يعني: بستانًا؛ [سمي بذلك] (١) لأنه يحوط ما فيه من الأشجار وغيرها (لرجل من الأنصار) أي: يعرفه، وفيه دليل على دخول ملك غيره إذا كان يعلم أو يغلب على ظنه أنه راضٍ بذلك، (فإذا) هذِه هي إذا الفجائية (جمل) أي: عند الباب كما في رواية, (فلما رأى) الجمل (النبي - صلى الله عليه وسلم - حَنَّ) إليه (وذَرَفَت) بفتح الذال المعجمة والراء (عيناه) أي: سأل منها الدمع حين رآه، وفي رواية (٢): حتى ابتل ما حوله من الدموع. وهذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - الدالة على صدق نبوته.

(فأتاه النبي) - صلى الله عليه وسلم - تواضعًا منه، (فمسح ذِفْراه) مفرد، وفي بعضها: ذفريه. هكذا بغير تاء بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاء مقصور، فقلبت الألف منه ياء. والذفرى هو: الموضع الذي يعرق منه البعير خلف الأذن، والألف فيه للتأنيث وهو أول ما يعرق منه، وهذا من كمال شفقته - صلى الله عليه وسلم - (فسكت) أي: سكن ما به (وقال: من ربُّ هذا الجمل؟ ) أي: مالكه. فيه دليل على أن الرب إذا كان مضافًا يطلق على غير الله فيقال: من رب الدار؟ ورب المال، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في


(١) زيادة من (ل).
(٢) رواية أحمد في "المسند" ٤/ ١٧٢، والطبراني في "الكبير" ٢٢/ ٢٧٥ (٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>