للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث الصحيح في ضالة الإبل: "دعها حتى يلقاها ربها" (١). فأما إذا كان معرفًا بالألف واللام فلا يطلق إلا على الله خاصة، ويكره أن يقول المملوك لمالكه: ربي. بل سيدي.

(لمن هذا الجمل؟ ) لعله كرر السؤال عن مالكه لشدة اعتنائه بمعرفته وكثرة شفقته على الجمل, (فجاء فتى من الأنصار) وفي رواية لأحمد (٢): فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انظر من هذا الجمل؟ إن له لشأنًا"، قال: فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته له، فقال: "ما شأن جملك"، فقال: وما شأنه؟ لا أدري والله ما شأنه؟ ! عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه قال: "فلا تفعل".

قلت: وفي هذِه الرواية فائدة جليلة وهو أن الجمل أو الفرس إذا زمن أو عجز عن العمل لا يجوز ذبحه إلا أن يريد أكله، أما ذبحه لأجل جلده دون أكله فلا، وقد صرح بذلك أصحابنا, (فقال: ) هو (لي يا رسول الله، قال) له: (أفلا تتقي الله في هذِه البهيمة) سميت بهيمة لأنها استبهمت عن الكلام واستغلق عليها فلا تقدر عليه.

وقال الأزهري (٣): البهيمة في اللغة معناها المبهمة عن العقل والتمييز.

والمعنى: خافوا الله في هذِه البهائم التي لا تتكلم فتُسألوا ما بها من


(١) "صحيح البخاري" (٢٤٣٨).
(٢) "مسند أحمد" ٤/ ١٧٠.
(٣) "تهذيب اللغة" ٢/ ٣٤٤ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>