للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مقاتل والكلبي: هو أن يقول: الحمد لله الذي رزقني هذا [وحملني عليه] (١). ({وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}) أي: مطيقين لتذليله والانتفاع به من تحميل وركوب وغير ذلك. ({وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}) أي في الآخرة ({لَمُنْقَلِبُونَ}) أي: راجعون إليه، وفيه دليل لأهل السلوك، وهو إذا كان في حال من أحوال الدنيا تذكر نظيره من أحوال الآخرة؛ لأن الله لما ذكره نعمته عليه في سفر الدنيا ذكره سيره (٢) إلى الله يوم القيامة ورجوعه إليه ومحاسبته على هذا الركوب ومسائلته عنه.

(اللهم إني أسألك) رواية مسلم (٣): إنا نسألك. أي: نتضرع إليك. في سفرنا هذا) بخصوصه، وفي كل سفر بالعموم (البر) يعني: الطاعة (والتقوى) وهي: كلمة فيها جماع الخير كله، (ومن العمل) يعني الصالح (ما) تحب (وترضى) علينا به (٤) (اللهم هون علينا) مشقة (سفرنا هذا) الذي نحن فيه (اللهم اطو لنا البعد) هو: كناية عن سرعة الرجوع إلى الوطن؛ فإن المسافر إذا رجع إلى وطنه بسرعة طوي عنه بعد ذلك السفر ومشقته [(اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال] (٥) وإذا رجع) من سفره (قالهن) يعني هذِه الدعوات المذكورة.

(وزاد فيهن) أي: عليهن. وفي بمعنى على كقوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي


(١) في الأصل: وحملنيه. والمثبت من "الوسيط" للواحدي ٤/ ٦٥.
(٢) في الأصول: ستره. وما أثبتناه ما يقتضيه السياق.
(٣) "صحيح مسلم" (١٣٤٢).
(٤) زيادة من (ل).
(٥) ليست في الأصل، ومستدركة من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>