دينك صدر من كافر، وقول الناس: صدقوا يا رسول الله، صدر هذا الباطل من المنافق ومع هذا فغضب، وقال ما سيأتي، ولم يقر الكافر ولا المنافق على ذلك.
وخالف في ذلك إمام الحرمين، فإنَّه استثنى من قولنا: كان لا يقر على باطل إلا إذا كان من كافر أو منافق. والحديث يرده، وغضبه - صلى الله عليه وسلم - من سماع ذلك يدل على أنهم جاؤوا راغبين في الإسلام، ولهذا قال أبو داود في تبويبه: باب عبيد الكفار يلحقون بالمسلمين فيسلمون.
(وقال: ما أراكم) استفهام إنكار على فاعله (تنتهون) عن منكر القول وباطله.
(يا معشر قريش) فيه إشارة إلى أنكم تنتصرون لكفار قريش.
(حتى يبعث الله) يحتمل أن تكون حتى هنا للاستثناء، وتكون ما نافية، على النفي كقوله تعالى:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا} وعلى هذا فيكون التقدير: لا أجدكم تنتهون عن هذا المنكر إلا أن يبعث الله (عليكم من) يحتمل أن يكون اسم نكرة فيؤول باسم نكرة، والتقدير: يبعث الله عليكم رجلًا كقولهم: مررت بمن معجب لك، أي: بإنسان معجب لك.
(يضرب رقابكم على هذا) على ما وقع منكم، مثل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -. وهذا الحديث رواه أحمد، ولفظه: من يضرب أعناقكم.
وقد اختلف العلماء في إمساك النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتل المنافقين مع علمه بنفاقهم على أربعة أقوال:
أحدها: أنه لم يعلم حالهم أحد سواه، وقد اتفق العلماء على أن