للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تفسر في كل موضع بما يليق به (نبعثه) ولمسلم: "أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله" فيجيء فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي) ولمسلم: " هذا مالكم، وهذِه هدية ". وفيه دليل على كثرة حياء النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسن ملاطفته أصحابه، وذلك أنه كان لا يواجه أحدًا بمكروه بل إن وقع منه ما لا يليق قام خطيبًا فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يفعلون كذا".

في هذا الحديث دلالة واضحة على أن هدايا العمال والقضاة والأمراء وكل من ولي أمرًا من أمور المسلمين العامة لا يجوز وهو حرام قبوله وأكله سحت ورشوة، بل لا يدخل في ملكه ويجب رده على صاحبه ويجب عليه عند موته أن يوصي به (١) لصاحبه (٢).

(ألاّ) بالتشديد (جلس في بيت) يحتمل أن يكون همزة ألا مبدلة من همزة التقدير هلا جلس (٣) في بيت (أمه أو أبيه) ورواية الصحيح (٤): "أفلا قعد في بيت أمه وأبيه" (٥).

فينظر) بالنصب بأن المقدرة؛ لأنه بعد استفهام، ولفظ مسلم: "حتى يبصر" (أيهدى إليه) شيء (أم لا؟ ! ) فيه بيان السبب في تحريم الهدية وهو الولاية فإن الذي يهدي للأمير إنما يهدي رهبة منه فيداريه، أو رغبة في أن يحتاج إلى حكومة عنده فيراعيه فيها، ويحمله إحسانه


(١) سقط من (ر).
(٢) انظر: "شرح السنة" للبغوي ٥/ ٤٩٨، "شرح مسلم" للنووي ١٢/ ٢١٩.
(٣) في (ر) جلست.
(٤) البخاري (٦٢٦٠)، ومسلم (١٨٣٢).
(٥) زاد بعدها في (ع)، (ل): بواو الجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>