للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكتاب. فهذا يدل على أن ذلك عند عمر شرط في قبول الجزية منهم.

(وانهوهم عن الزمزمة) بزاءين مفتوحتين بينهما ميم ساكنة هو كلام يقولونه عند أكلهم بصوت خفي لا يكاد يفهم (١) بالنطق (٢) به، وما كانوا يدينون به، ومنه حديث [قباث بن أشيم] (٣): والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا تزمزمت به شفتاي.

وروى الحافظ شجاع الدين شيرويه في كتابه المسمى بـ "الفردوس": أن إبليس أول من تغنى وزمزم، ثم حدا ثم ناح.

فهذا وحديث الباب دالان على ذم الزمزمة المذكورة، وفي معناها الصوت الذي يزمه العمالون تحت يد المنشد المطرب حتى ينشد الأشعار ويمسكون عنه.

(فقتلنا في يوم) واحد (ثلاثة سواحر) هو محمول على أن سحرهم كان كفرًا كما تقدم (وفرقنا بين كل رجل من المجوس و) بين (حريمه) أي محارمه بدليل الرواية المتقدمة، يعني: يفرق بينهم إذا أظهروا ذلك وترافعوا إلينا، كما أن النصارى إذا أظهروا صوت نواقيسهم أو صليبهم يؤاخذون بذلك ويؤدبوا على إظهاره.

والمعتمد في المحرم الذي يفرق بينهم ما جاء (في كتاب الله) تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ} (٤) الآية، (وصنع) بجالة (طعامًا


(١) "النهاية" لابن الأثير ٢/ ٧٧٩.
(٢) في (ر): بالنظر.
(٣) في (ع): قبان بن أسلم، وفي (ر): قباب بن مسلم، والمثبت من (ل) ومن "المستدرك" ٣/ ٧٢٤ و"المعجم الأوسط" للطبراني (٤٩٠٩).
(٤) النساء: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>