للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يديَّ عنه فيقتله". فقالوا: وما يدرينا بما في نفسك يا رسول الله؟ هلَاّ أومأت إلينا بعينك؟ (١) والإيماض: من وميض البرق وهو لمعانه (٢). وفي رواية سعد المتقدمة: قال: يا رسول الله انتظرتك فلم تومض لي (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه ليس لنبيٍّ أن يومض) وفي رواية سعد المتقدمة: فقال: الإيماء خيانة، وليس لنبيٍ أن يومئ، يعني: بالعين إلى ما يظهر خلافه. قال الله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)} (٣).

قال ابن عباس: يعلم تعالى من العين نظرها هل تريد الخيانة أم لا.

فإن قيل: روى البخاريُّ من حديث كعب: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها (٤). وقوله: " الحرب خدعة" (٥). وإذا كان كذلك اقتضى تخصيص منعه -عليه السلام- من إظهار ما بطن خلافه بغير الحرب.

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: لما قال: "ائذنوا له بئس أخو العشيرة" فلما جلس تَطَلَّقَ له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وانبسط له (٦).

وفي رواية: فلما دخل ألان له الكلام (٧).

ويجاب عنه بأن يقال: الذي منع منه أن يظهر بلفظه من يخاطبه شيئًا


(١) "السنن الكبرى" ٧/ ٦٣ (٣٢٧٧)، و"المستدرك" ٣/ ٤٧، وانظر: "التلخيص الحبير" ٣/ ٢٧٧.
(٢) انظر: "شرح أبي داود" للعيني ٦/ ١٣٥.
(٣) غافر: ١٩.
(٤) "صحيح البخاري" (٢٩٤٧).
(٥) رواه البخاري (٣٠٢٩، ٣٠٣٠)، ومسلم (١٧٣٩/ ١٧)] (١٧٤٠/ ١٨).
(٦) رواه البخاري (٦٠٣٢)، مسلم (٢٥٩١).
(٧) رواه البخاري (٦٠٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>