للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجلٌ من بعدك فيعلو به، ثم يأخذه رجلٌ آخر فيعلو به، ثم يأخذه رجلٌ آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به (١) (فعبَرها) بتخفيف الموحدة (أبو بكر) كما تقدم، ثم قال: فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ .

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا) اختلف العلماء في معناه، فقال ابن (٢) قتيبة وآخرون: معناه: أصبت بيان تفسيرها وصادفت حقيقة تأويلها وأخطأت في مبادرتك تفسيرها من غير أن آمرك به، وتعقب بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذن له في ذلك وقال له: اعبرها، وإنما أخطأ في ترك (٣) (تفسير بعضها؛ فإن الرائي (٤) قال: رأيت ظلة تنطف السمن والعسل، ففسره الصديق بالقرآن حلاوته ولينه، وهذا إنما هو تفسير العسل، وترك تفسير السمن، وتفسيره السنة فكان حقه أن يقول: القرآن والسنة، وإلى هذا أشار الطحاوي.

وقال آخرون: الخطأ وقع في خلع (٥) عثمان؛ لأنه ذكر أنه أخذ بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه.


(١) في (ر): له.
(٢) في (ر): أبو.
(٣) في النسخ الخطية: بدل. والمثبت من "شرح مسلم" للنووي.
(٤) سقط من (ع): قال الراوي. والمثبت من (ل).
(٥) سقط من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>