للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء، كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (١) ليست على ظاهرها، وأنها متأولة عند جميعهم (٢).

أما من قال بالجهة فقد تأول وأشبه ما فيه أن (في) بمعنى (على) كما قال الله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ} (٣) أي: على (٤) جذوع النخل.

وأما من يعتقد نفي الجهة (٥) في حق الله تعالى فهو أحق بإزالة هذا الظاهر وإجلال الله تعالى عن ذلك، وقد حصل من هذا أن قول الجارية (في السماء) ليس على ظاهره باتفاق المسلمين وأن من (٦) حمله على ظاهره [فهو] (٧) من الضالين المضلين (٨).

(قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه دليل على أن الكافر لا يصير مسلمًا إلا بالإقرار بالله تعالى وبرسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) الملك: ١٦.
(٢) ليس الأمر كما ذكر المصنف، فالعلماء حملوا الآية على معنيين: أنها بمعنى فوق السماء أو بمعنى على السماء، وهذان المعنيان ليسا من باب التأويل المعروف عند المتكلمين وإنما هو ما تقتضيه اللغة.
(٣) طه: ٧١.
(٤) سقط من (ر).
(٥) لفظ "الجهة" لم يأت في إثباتها أو نفيها نص كتاب أو سنة، وقد يستخدمها البعض في إثبات حق، وقد يستخدمه آخرون في إثبات بدعة، فالأولى ألا نتجاوز النصوص.
(٦) من "المفهم" لأن المعنى لا يصح بدونها.
(٧) السابق.
(٨) الموجود في "المفهم" ٢/ ١٤٤ - ١٤٥: فهو ضال من الضالين.

<<  <  ج: ص:  >  >>