للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي: قد اختلف في سبب نزول هذِه الآية، فقالت عائشة: هي في قصة العسل (١).

(إلى) قوله تعالى ({إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ}) (٢) الخطاب (لعائشة وحفصة) على طريقة الالتفات؛ ليكون أبلغ في معاتبتهما، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما استطعت هيبة له، حتى خرج حاجًّا، فخرجت معه، وفيه: فقلت: من اللتان (٣) تظاهرتا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أزواجه؟ قال: تلك حفصة وعائشة (٤).

({وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ}) هي حفصة ({حَدِيثًا}) هو محمد، بيانه (لقوله) لحفصة زوجته: (بل (٥) شربت عسلًا).

قال الأصيلي: حديث حجاج أصح وأولى بظاهر كتاب اللَّه تعالى، كما أن الصحيح في سبب نزول الآية أنها في قصة العسل لا في قصة مارية المروي في غير الصحيحين، ولم تأت قصة مارية من طريق صحيح.

قال النسائي: وحديث عائشة في العسل إسناده صحيح جيد غاية (٦).

قال القاضي: والصواب أن شرب العسل كان عند زينب (٧).


(١) "إكمال المعلم" ٥/ ١٤.
(٢) في حاشية (ح): بكسر الهمزة. يعني همزة (إن) التي في الآية.
(٣) في (ل)، (م): اللاتي.
(٤) البخاري (٤٩١٣)، مسلم (١٤٧٩/ ٣١، ٣٣).
(٥) في (ل، م): بلى.
(٦) "السنن الكبرى" ٣/ ٢٥٦.
(٧) "إكمال المعلم" ٥/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>