للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ياءال فهر كيف هذا في الحرم ... في حرمة البيت وأخلاق الكرم

أُظلم لا يمنع مني من ظَلم

فبلغ ذلك عباس بن مرادس فبعث إليه بأبيات وهي:

إن كان جارك لم تنفعك ذمته ... حتى سقيت بكأس الظلم أنفاسا

فأت البيوت وكن من أهلها صددا ... لا تلق ناديهم فحشا ولا بأسا

وقم بركن فناء البيت معتصما ... تلق ابن حرب وتلقى المرء عباسا

قرمي قريش وحلاقي ذؤابتها ... بالحزم والمجد ما جارا ولا ساسا

ساقي الحجيج وهذا ياسر فلج ... والمجد يورث أخماسا وأسداسا

فلما ظهر هذا الشعر قال أبو سفيان: إنه قد جعل المجد أخماسا وأسداسا، فصير الأخماس للعباس وصير الأسداس لي، فعليك بالعباس، فذهب إلى العباس فأخذ له بحقه وقال له: أنا جارك كلما دخلت مكة، فما ذهب لك فهو علي. وقال في ذلك العباس - رضي الله عنه -:

حفظت لقيس عهده وذمامه ... وأسقطت أنف الرغم من كان راغما

سأنصره ما كنت حيا فإن أمت ... أحض عليه للتناصر هاشما

فكان بينه وبين بني هاشم تلك الخلقة (١) حتى بعث الله محمد - صلى الله عليه وسلم -. فوفد قيس وكان قد قرأ الكتاب، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله لم يبعث نبيا قط إلا في وسط قومه مرضي عندهم، وقد علمنا أنك وسط في قومك مرضي عندهم. ولكن أتأذن أن أسألك عما سأل عنهم الأنبياء؟ قال: نعم. قال: أتعرف كحلى (٢)؟ قال: نعم هي


(١) لعله كذا في الأصل. ولعل الصواب: الخلة.
(٢) كذا في الأصل. وفي الإصابة: كحل. وفي لسان العرب (١٣/ ٣٠): كَحْلُ: السنة الشديدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>