للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(رواه جماعة من الثقات، ولم يذكروا كعب بن عجرة، والذي ذكره أيضا ثقة) (٣).

قال م: وهذا الحديث أيضا طال بحثي عنه وتصفحي عليه أكثر روايات السنن للنسائي، فلم ألفه فيها، ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر في كتاب الأطراف (٤)، وإنما ذكره ابن حزم عن النسائي في كتاب المحلى من طريق ابن الأحمر (٥)، وأحسب أن ق منه نقله (٦)، وخرج الحديث أيضا ابن السكن في السنن. اهـ


ذكر النسائي، وغيره: أن هذا الحديث منقطع؛ لأن ابن أبي ليلى لم يسمع من عمر.
ويؤيد ذلك رواية يزيد بن زياد، بزيادة كعب بن عجرة - رضي الله عنه - بين ابن أبي ليلى، وعمر، وكذا رواية أخرى لسفيان؛ قال فيها: (عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة).
والجواب على ذلك: من وجوه: أن مسلمًا، -رَحِمَهُ اللهُ-، حكم في "مقدمة كتبه" بسماع ابن أبي ليلى من عمر حيث قال: (وأسند عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد حفظ عن عمر بن الخطاب).
- باب صحة الإحتجاج بالحديث المعنعن (١/ ٣٤).
ثم إن الذهبي قد جزم في "سير أعلام النبلاء" بأن ابن أبي ليلى قد ولد في خلافة أبي بكر الصديق، أو قبل ذلك.
ولا يمتنع أن يكون ابن أبي ليلى سمعه من كعب بن عجرة فحدث به، ثم سمع بعد ذلك من عمر مباشرة.
لما روى ابن حبان الحديث في صحيحه" لم يقدح فيه بقادح.
ولما سئل أبو حاتم عن الحديث، رجح سفيان الثوري على رواية؛ يزيد بن زياد؛ وقال (الثوري أحفظ).
- علل الحديث ١/ ١٣٨ المسألة: ٣٨١.
ذكر الإمام أحمد في رواية؛ يزيد بن هارون عن ابن أبي ليلى التصريح بسماعه من عمر (١/ ٣٧).
وعليه فالإسناد متصل، والحدث صحيح.
- انظر -غير مأمور- نصب الراية؛ ٢/ ١٨٩ - إرواء الغليل ح: ٦٣٩).
(٣) الأحكام، لعبد الحق الإشبيلي.
(٤) لما ذكر الحافظ المزي الحديث من طريق إبراهيم بن محمد، -من عند النسائي في الكبرى- عقب عليه بأنه في رواية ابن الأحمر، ولم يذكره أبو القاسم ابن عساكر.
- تحفة الأشراف (٨/ ٨٤ ح: ١٠٥٩٦).
(٥) المحلى، صلاة المسافر (٤/ ٣٦٥، المسألة: ٥١٢).
(٦) الصواب أنه لا موجب للقول بأن عبد الحق نقل الحديث من "المحلى" وهو عند النسائي.