للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٩٨) وذكر (١) من طريق الطحاوي (عن عقبة بن عامر أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره أن أخته نذرت أن تمشي إلى الكعبة حافية ناشرة شعرها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مرها فلتركب، ولتختمر، ولتهد هديا").

قال م: هكذا ذكر هذا الحديث على أنه من مسند عقبة بن عامر. وليس كذلك. وإنما يرويه ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا عن عقبة، كذلك وقع في الموضع الذي نقله منه.


(١) أى عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام": كتاب الأيمان والنذور (٦/ ل: ٤٤. ب ..).
هذا الحديث رواه الطحاوي مسندا إلى عقبة بن عامر، كما رواه مسند ابن عباس، لكن باللفظ الذي ساقه أبو محمد هو من مسند ابن عباس؛ وهو بنصه كما ساقه المؤلف.
أما من حديث عقبة بن عامر فهو عند الطحاوي من عدة طرق؛ منها طريق دُخَيْن بن عامر الحَجري. ولفظه: (نذرت أختي أن تمشي إلى الكعبة حافية حاسرة. فأتى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: "مما بال هذه؟ " قالوا: نذرت أن تمشي إلى الكعبة حافية حاسرة. فقال: "مروها، فلتركب ولتختمر").
شرح معاني الآثار ٣/ ١٢٩.
ومنها طريق أبي عبد الرحمن الحبلي عنه. ولفظه (أن أخته نذرث أن تمشي إلى الكعبة حافية غير مختمرة. فَذَكر ذلك عقبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مر أختك، فلتركب، لتختمر، ولتصم ثلاثة أيام"). (٣/ ١٣٠).
وطريق عكرمة عنه. وفيه قول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لغني عن مشيها، مرها فلتركب ولتهد بدنة".
وبهذا يتبين أن متن هذا الحديث هو من رواية ابن عباس كما هو من رواية عقبة بن عامر، فلو لم يأت عبد الحق بلفظ حديث ابن عباس لما كان هناك مجال للتعقيب عليه، وخاصة أن عقبة هذا هو صاحب الواقعة.
والحافظ المزي ذكر الحديث من مسند ابن عباس، من طريق عكرمة عنه.
- تحفة الأشراف ٥/ ١٦٤ ح: ٦١٩٧ - سنن أبي داود ٣/ ٥٩٨ ح: ٣٢٩٦)، ح: ٣٢٩٧.
كما ذكره من مسند عقبة بن عامر من طريق عكرمة عنه.
- تحفة الأشراف ٥٧/ ٣١١ ح: ٩٩٣٨ - سنن أبي داود ٣/ ٦٠٢ ح: ٣٣٠٤.
وعبد الحق إذا نسب الحديث إلى عقبة بن عامر وهما منه؛ فليس في ذلك تنقيص من قدر ابن عباس ولا ادعاء أنه لم يسمع الحديث، على أن الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم عدول ولا يضير ابن عباس روايته لأحاديث لم يحضرها، رغم عدم ذكره بن رواها عنه من الصحابة، وقد اشتهر أنه لم يرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة إلا بضعة وعشرين حديثا.