ذكر عبد الحق من مراسيل أبي داود حديث أبي رزين في أن الثالثة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ثم قال: (قد اسند هذا عن إسماعيل بن سميع عن أنس، وعن قتادة ع أنس، والمراسل اصح). هكذا ذكر هذا، ولم يعزه. - كتاب الطلاق، باب طلاق السنة (٦/ ل: ١٢. ب). ومرسل أبي رزين أخرجه أبو داود، وهذا نصه منه: (حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، حدثنا إسماعيل بن سميع: سمعت أبا رزين الأسدي يقول: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: أرأيت قول الله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ} [البقرة: ٢٢٩] قال: فأين الثالثة؟ قال: تسريح بإحسان الثالثة"). - المراسيل -بتحقيق الأرناؤوط - باب النظر عند التزويج ص: ١٨٩ ح: ٢٢٠. كما أخرجه سعيد بن منصور في سننه، باب ما جاء في الخلع (١/ ٣٤٠ ح: ١٤٥٦، ح: ١٤٥٧). والدارقطني في سننه: كتاب الطلاق والخلع .. (٤/ ٤)، وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى من طريق سعيد بن منصور: كتاب الخلع والطلاق، باب ما جاء في موضع الطبقة الثالثة (٧/ ٣٤٠). وأخرج هذا الحديث مرفوعا من طريق قتادة عن أنس. وذكر البيهقي رواية قتادة هاته، وقال: وليس بشيء. وصحح المرسل الدارقطني، وكذلك عبد الحق كما تقدم. وابن القطان ساق الحديثين (المرسل والمرفوع) بسنديهما من سنن الدارقطني. ثم قال: (وعندي أن هذين الحديثين صحيحان)، ثم تكلم على رواة الحديث المرفوع راو بعد راو ليصل إلى أن جميع رواته ثقات، ولا يوجد فيهم من يرد الحديث من أجله. ثم نقل عن الخطيب أنه قال: إدريس بن عبد الكريم: ثقة وفوق الثقة بدرجة). وختم ابن القطان قوله بتصحيح الحديثين. - بيان الوهم والإيهام ز باب ذكر أحاديث أغفل نسبتها إلى المواضع التي أخرجها منها: (١/ ل: ٧٤. ب ..). وقد ذكر الحافظ ابن حجر الحديثين وأقوال الأئمة فيهما، وانفصل على ترجيح ما ذهب إليه ابن القطان من تصحيحهما معا، وقال بأنه لا مانع من أن يكون إسماعيل بن سميع في الحديثين شيخان؛ لأنه رواه عن أبي رزين مرسلا، وعن أنس مرفوعا. انظر: التلخيص الحبير ٣/ ٢٠٧ رقم: ١٥٩٤ - التعليق المغني على الدارقطني ٤/ ٤. وابن المواق ذكر هذا الحديث للإستدراك على ابن القطان في نسبته إلى الخطيب قوله في إدريس: (ثقة وفوق الثقة بدرجة). وهو استدراك في محله؛ لأن الخطب إنما رواه عن الدارقطني. (٢) أبو رزين، مسعود بن مالك، الأسدى، الكوفي، ثقة فاضل، من الثانية، مات سنة خمس وثمانين./ بخ م ٤. - التقريب ٢/ ٢٤٣.