كتاب بغية النقاد النقلة

(٣٦٩) - ج: 2 - ص: 239

(٣٦٩) وذكر (١) في باب ما أغفل نسبته حديث أبي سعيد الخدري في الوتر، الذي ذكره ق هكذا:

(وفي هذا الباب، حديث رواه جرير بن حازم، عن أبي هارون العبدي؛ أنه سمع سعيد الخدري يقول: نادى فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح لم يوتر، فلا وتر له") (٢)، ولم يعزه ق إلى كتاب، فعزاه ع إلى ابن أبي شيبة (٣)، وقد بحثت عن رواية جرير بن حازم أن أجدها في كتاب ابن أبي شيبة، فلم أجدها، وإنما ذكر رواية معتمر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، ولفظها غير اللفظ الذي ذكره ق في رواية جرير:

"نادى فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، وليس ذلك في رواية معتمر.

ورواه أيضًا هُشَيْم (٤) بن بشير، عن أبي هارون، وليس لفظها كلفظ رواية جرير بن حازم (٥)،

---

(١) أي ابن القطان.
(٢) "الأحكام" لعبد الحق الإشبيلي: كتاب الصلاة، باب في الوتر، وصلاة الليل (٣ /ل: ٢٤. ب).
(٣) بيان الوهم والإيهام، باب ذكر أحاديث أغفل نسبتها إلى المواضع التي أخرجها منها (١ /ل: ٧٢. أ ..).
(٤) فى المخطوط: (هشم).
(٥) قال أبو بكر بن أبي شيبة:
(حدثنا هُشَيْم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدرى؛ قال: نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أن لا وتر بعد طلوع الفجر").
(حدثنا معتمر، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه).
المصنف: كتاب الصلاة، ما فيها إذا صلى الفجر، ولم يوتر (٢/ ٢٨٨).
فرواية جرر بن حازم فيها المنادي: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بينما رواية هُشَيم، ومعتمر المنادي من كلفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالنداء.
قال الترمذي -بصيغة التضعيف-: (وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا وتر بعد صلاة الصبح").
قال الشيخ أحمد شاكر معلقًا عليه:
(رواه (محمد بن نصر المروزي في الوتر (ص: ١٣٨) من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا وتر بعد الفجر". وهذا إسناد ضعيف جدا لأن أصحاب الحديث لا يحتجون برواية أبي هارون العبدي، واسمه: "عمارة بن جوين البصري"، وهو ضعيف جدا، وقد رموه