للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال القاضي أبو محمد بن عبد الوهاب (١٥): هو على الفور، وخالفه القاضي / ٢٧. أ/ أبو الوليد الباجي (١٦) فقال إنه على التراخي، وحكاه عن القاضي أبي بكر (١٧) واحتج له. والشافعي الذي يقول بأن الحج على التراخي، لا يرى ذلك مفسدا للحج، ويوجب فيه دما، فإن كان أراد هذا؟ فعسى أن يكون كذلك، ويكون الوهم حينئذ في ذكره فساد الحج مطلقا، والله أعلم. اهـ

(١٩٠) وقال (١) في حديث يزيد بن نعيم، أو زيد بن نعيم أن رجلا من


(١٥) القاضي عبد الوهاب بن نمر البغدادي، أحد أئمة المذهب المالكي، وإليه انتهت رياسته في عصره، أخذ عن كبار أصحابه؛ كإبن القصار، وابن الجلاب. وروى عنه جماعة؛ منهم: عبد الحق ابن هارون, وأبو بكر الخطيب، تولى القضاء العراق، ثم رحل إلى مصر فملأ صيته أرضها وسماءها، له تآليف كثيرة؛ منها: كتاب (النصرة لمذهب إمام دار الهجرة)، و (المعونة لمذهب عالم المدينة)، و (الأدلة) في مسائل الخلاف، وغيرها. توفي سنة ٤٢٢ هـ.
- الديباج المذهب، لإبن فرحون (٢/ ٣٢)، شجرة النور الزكية، لإبن مخلوف (ص: ١٠٥)، الشذرات، لإبن عماد (٣/ ٣٢٢).
(١٦) القاضي أبو الوليد الباجي، سليمان بن خلف التحيبي، الأندلسي، أخذ عن أهل بلده، ثم ارتحل التي المشرق، فحج وجاور ملازما الحافظ أبا ذر، فأخذ عنه الحديث، والفقه، والكلام، ثم ارتحل إلى دمشق فسمع من محدثيها، ثم إلى بغداد، فالموصل، فرجع إلى الأندلس بعلم غزير، حصله مع الفقر والتقنع باليسير. حدث عنه ابن عبد البر، وابن حزم، له مؤلفات كثيرة منها: (المنتقى) شرح فيه الموطأ، وكتاب (الإيماء) في الفقه، وكتاب (التسديد إلى معرفة التوحيد). توفي سنة ٤٧٤ هـ.
- المرقاة العليا في مسائل القضاء والفتيا، للتباهي (ص: ٩٥)، الديباج المذهب (١/ ٣٧٧)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٣٥).
(١٧) القاضي أبو بكر، محمد بن عبد الله، ابن العربي المعافري، الإشبيلي، سمع من أهل بلده، وارتحل إلى المشرق فحج، وأخذ عن محدثي بغداد، ودخل الإسكندرية: فأقام عند أبي بكر الطرطوشي، وسمع منه، وصحب أبا حامد الغزالي وانتفع له. أخذ عنه خلق كثير؛ منهم القاضي عياض، وابن بشكوال، والامام السهيلي. له تآليف جليلة، منها: (عارضة الأحوذي في شرح جامع الترمذي)، (والقبس في شرح موطأ مالك بن أنس)، و (أحكام القرآن) وغيرها. استقضي بأشبيلية فقام بها خير قيام، ثم صرف عن القضاء، فاقبل على نشر العلم وبثه. توفي بفاس سنة ٥٤٣ هـ.
- المرقاة العليا في مسائل القضاء والفتيا، للنباهي (ص: ١٠٥)، الديباج المذهب (٢/ ٢٥٢)، سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٩٧).
(١) أي ابن القطان.
تقدم الكلام على هذا الحديث كذلك: (ح: ٢٧).