للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٢١) وذكر (١) حديث المختصمين الذين قال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: "احلف بالله الذي لا إله إلا هو" (٢).

لمَّا تكلم في رواية أبي يحيى مصدع (٣) راوي هذا الحديث، ما هذا نصه:

"أبو يحيى هذا ذكره أبو أحمد؛ وقال فيه: كان زائغا (٤) عن الحق، وأما ابن أبي حاتم فقال: كان عالما بابن عباس".

فأقول: اعتراه في هذا النقل ثلاثة أوهام:

- أحدها فيما نقله عن أبي أحمد، فإن أبا أحمد لم يقله من قبل نفسه، وإنما نقله عن السعدي، والسعدي هو المعروف بمثل هذه العبارة، كثيرا ما يستعمل الزيغ في تجريحه من تجريح ممن ينسب إلى هوى من الأهواء ورأي من الآراء (٥).

- الثاني قوله: (زائغا عن الحق)، وهذا أيضا ليس عند أبي أحمد، وإنما


(١) أي عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام": كتاب الأقضية والشهادات (٦/ ل: ٣٨. ب).
حديث الباب ذكره الإشبيلي من عند النسائي، وهذا نصه من السنن الكبرى:
(أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص، عن عطاء، عن أبي يحيى، عن ابن عباس قال: جاء خصمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فادعى أحدهما على الآخر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمدعي: "أقم بينتك؛ قال: يا رسول الله ليس له بينة، فقال للآخر: احلف بالله الذي لا إلاه إلا هو ما له عليك، أو عندك شيء").
- كتاب القضاء، باب [٤٨] (٣/ ٤٨٩ ح: ٦٠٠٧).
(٢) بياض يسير بالمخطوط.
(٣) مصدع، أبو يحيى الأعرج المعرقب، مولى عبد الله بن عمر، ويقال مولى معاذ بن عفراء. روى عن علي والحسن وابن عباس وابن عمرو بن العاص وعائشة. وعنه عمار المدني وهلال بن يساف، قيل المعرقب لأن أحد أمراء بني أمية عرض عليه سب علي فأبى فقطع عرقوبه.
قال الجوزجاني: (كان زائغا حائدا عن الطريق). وقال ابن حبان: (كان ممن خالف الأثبات في الروايات وينفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات مما يوجب ترك ما انفرد به، والإعتبار بما وافقهم فيه). من الثالثة. / م ٤.
أحوال الرجال، للجوزجاني ص: ١٤٤ - المجروحين. لإبن حبان ٣/ ٩٣ - ت التهذيب ١٠/ ١٤٣.
(٤) في "الأحكام": (زائغا جائرا).
(٥) الوهم الأول: ذكر قولا نسبه لأبي أحمد، وأبو أحمد إنما نقله عن السعدي. (وكان زائغا عن الحق).
انظر الكامل: ٦/ ٤٦٨.