وأخرجه البخاري في كتاب المغاري، باب حجة الوداع (الفتح ٨/ ١٠٧ ح: ٤٤٠٤). ولفظ البخاري: لم يحج بعدها)، وهي تفيد نفي الحج بعدها فقط، أما قبل الهجرة فلا تتعرض لحكمه. رفي رواية مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - ٣/ ١٤٤٧ ح: ١٤٤. وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حج مرارا قبل الهجرة، واستدل على ذلك بأدله نقلية وعقلية، حيث قال: (الذي لا أرتاب فيه أنه لم يترك الحج وهو بمكة قط، لأن قريشا في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة أو عاقه ضعف، وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة إلحج، ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب، فكيف يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتركه؟ وقد ثبت من حديث جبير بن مطعم أنه رآه في الجاهلية واقفا بعرفة، وأن ذلك من توفيق الله له، وثبت دعاوُه قبائل العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية). اهـ قلت: وقد أخرج ابن ماجة في سننه من حدث ابن عباس - رضي الله عنه - عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حج ثلاث حجات، الحديث؛ وقد صححه الشيخ الألباني. وبهذا تترجح رراية البخاري على رواية مسلم من حيث ثبوت هذه اللفظة (بعدها) في هذا الحديث، عرض (غيرها). - الفتح (٨/ ١٠٧)، سنن ابن ماجة: كتاب المناسك، باب حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ١٠٢٧ ح: ٣٠٧٦)، صحيح سنن ابن ماحة (٢/ ١٨٩).