للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٣٧٥) وقال (١) في حديث أبي هريرة: إذا سمع أحدكم النداء، والإناء


(١) القائل هو ابن القطان.
ذكر هذا الحديث عبد الحق الإشبيلي في الأحكام: كتاب الصيام، باب متي يحرم الأكل، وفي السحور، وصفة الفجر (٤/ ل: ٢٤. ل).
وأخرجه أبو داود؛ قال: (حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث.
وليس في سنن أبي داود "المطبوع"، ولا في تحفة الأشراف، ولا عند الدارقطني -الذي روى الحديث من طريق أبي داود- أثر لذكر الشك في هذا الحديث، وهذا يؤكد أن الشك إنما وقع في رواية ابن الأعرابي وحدها، والقاعدة تقول: من حفظ حجة على من نسي، من تيقن حجة على من شك، لأجل ذلك يعتمد على الرواية المتيقنة، ولا يضيرها نسيان من نسي، أو شك من شك، سواء كان ابن الأعرابي، أو غيره.
- سنن أبي داود: كتاب الصوم، باب في الرجل يسمع النداء والأناء على يده (٢/ ٧٦١ ح: ٢٣٥٠)، تحفة الأشراف (١١/ ٥ ح: ١٥٠٢٠)، سنن الدارقطني: باب في وقت السحر (٢/ ١٦٥ ح: ١).
والحديث أخرجه أحمد، والبيهقي، والحاكم) وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه).
ووافقه الذهبي على ذلك. كلهم من طريق حماد بن سلمة به.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وصحيحه.
وللبيهقي في رواية هذا الحديث عدة طرق؛ منها:
طريق محمد بن أحمد الرياحي، عن روح، عن حماد به.
وطريق حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
قال البيهقي: (زاد الرياحي في روايته: "وكان المؤذنون يؤذنون إذا بزغ الفجر". وكذلك رواه غيره عن حماد) اهـ.
ثم قال البيهقي:
(وهذا إن صح فهو محمول عند عوام أهل العلم على أنه - صلى الله عليه وسلم - علم أن المنادي كان ينادي قبل طلوع الفجر، بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر، وقول الراوي: "وكان المؤذنون يؤذنون إذا بزغ" يحتمل أن يكون خبرا منقطعا ممن دون أبي هريرة، أو يكون خبرا عن الأذان الثاني، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده" خبرا عن النداء الأول ليكون موافقا لما [صح في ذلك] اهـ.
- الفتح الرباني (٣/ ٤٤)، السنن الكبرى (٤/ ٢١٨)، المستدرك (١/ ٢٠٣) من فيض القدير (١/ ٣٧٧ ح: ٦٨٦). قلت: ولعل مراد البيهقي من ذلك الإشارة إلى حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعن أحدا منكم آذان بلال، من سحوره، فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم، ويوقظ نائمكم .. الحديث. أخرجه البخاري (ح: ٦٢١)، ومسلم (ح: ١٠٩٣)، وأبو داود (ح: ٢٣٤٧)، والنسائي (ح: ٢١٦٩)، وابن ماجة (ح: ١٦٩٦)، وأحمد (١/ ٣٨٦)، وابن الجارود (ح: ٣٨٢).
وفي حديث عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلال يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم". أخرجه البخاري (ح: ٦٢٠)، ومسلم (ح: ١٠٩٢).