للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى تروني". (١)

ومما انفرد به مسلم حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص؛ قال: كتبت إلى جابر بن سمرة، - رضي الله عنهما -، مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فكتب إلي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي، فذكر الحديث. (٢)

بل روى البخاري عن شيخه محمد بن بشار بالمكاتبة. (٣)

وبهذا يتبين أن مذهب الجمهور جواز الرواية بالمكاتبة واعتبارها من المسند المتصل، لكن من الذين قالوا بالمنع: الماوردي في الحاوي، وقال السيف الآمدي: لا يرويه إلا بتسليط من الشيخ؛ كقوله: فاروه عني، أو أجزت لك روايته. (٤)

أما أبو الحسن بن القطان الفاسي فقد اعتبر الرواية بالمكاتبة من قبيل المنقطع لذا علل أحاديث كثيرة في الصحيحين وردها بذلك، وقد ضمن مذهبه هذا في المدرك الرابع من مدارك الإنقطاع، من باب ذكر أحاديث أوردها على أنها متصلة وهي منقطعة أو مشكوك في اتصالها، ومن أمثلة ذلك حديث جابر بن سلمة المتقدم قرييا، فإنه تعقب عبد الحق الإشبيلي في ذكره لهذا الحديث مع سكوته عنه؛ حيث قال: "وهو عند مسلم -رَحِمَهُ اللهُ- منقطع؛ إنما كتب به جابر بن سمرة عامر بن سعد ... ". (٥)

وتعقب عبد الحق كذلك في حديث عبد الله بن أوفى -الذي ذكره من طريق مسلم- وقال:


(١) صحيح البخاري، الفتح ٢/ ١١٩ ح: ٦٣٧.
(٢) صحيح مسلم ٣/ ١٤٥٣ ح: ١٨٢٢.
(٣) قال البخاري في باب إذا حنث ناسيا -من كتاب الأيمان والنذور-: كتب إلى محمد بن بشار، حدثنا معاذ ... (الفتح ١١/ ٥٥٠ ح: ٦٦٧٣) - فتح المغيث ٣/ ١٠ - تدريب الراوي ٢/ ٥٦.
(٤) التبصرة والتذكرة، للعراقي ٢/ ١٠٥.
(٥) بيان الوهم والإيهام ١/ ل: ١٢٤ وجه ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>