ويؤكد عدم وهم مالك أن لعبد الله الصنابحي حديثا آخر؛ يرويه عن عبادة بن الصامت في الوتر من طريق محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم، عن عطاء عنه. أخرجه له أبو داود (١/ ٢٩٥ ح: ٤٢٥)، وأحمد (١/ ٣١٧). - الإصابة، لإبن حجر ٢/ ٣٨٤ رقم ٥٠٤٦ - شرح الزرقاني، للموطأ ٢/ ٤٦. وقد أصاب ابن المواق في تعقبه على ابن القطان حيث وهمه؛ في جعل الأحاديث الثلاثة المتقدمة -عند مالك- كلها من مسند عبد الله الصنابحي، في حين أن الأخير منها لأبي عبد الله الصنابحي؛ حيث قال فيه: (قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق، فصليت وراءه المغرب ..) الحديث. (الموطأ بشرح الزرقاني ١/ ١٦٤). فتبين مما تقدم أنهما اثنان: عبد الله الصنابحي، وأبو عبد الله الصنابحي: - أما عبد الله الصنابحي؛ فهو مختلف في صحبته؛ قال الدوري عن ابن معين: (روى عنه المدنيون يشبه أن يكون له صحبة). وترجم ابن السكن اسمه في الصحابة، وقال: (يقال له صحبة، معدود في المدينيين، روى عنه عطاء بن يسار). - بيان الوهم والإيهام (١/ ل: ١٤١. أ) - الإصابة ٢/ ٣٨٤ - ت. التهذيب ٦/ ٨٣. - وأما عبد الله الصنابحي، فاسمه عبد الرحمن بن عسيلة بن عسل بن عسال المرادي، رحل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجده قد لبى داعي ربه قبله بخمس ليال أو ست، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، وعن أبي بكر، وعمر، وغيرهم. وعنه أسلم - مولى عمر، وعطاء بن يسار وآخرون، نبه ابن السكن، وغيره من الحفاظ أنه ليست له صحبة، ثقة، مات في خلافة عبد الملك. (ع). - التقريب ١/ ٤٩١ - ت. التهذيب ٦/ ٢٠٨. (٢) سورة آل عمران، الآية: ٨.