للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


القاسم، نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك، وآمنا بك.
فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: "الله على ما نقول شهيد" [يوسف ٦٦].
قالوا أخبرنا عن علامة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"تنام عيناه ولا ينام قلبه".
قالوا: وأخبرنا كيف تؤنث المرأة، وكيف يذكر الرجل؟ قال:
"يلتقى الماءان، فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثا، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت".
قالوا صدقت.
قالوا: فأخبرنا عن الرعد مما هو؟ قال:
"ملك من الملائكة، موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله".
قالوا فما هذا الصوت الذي يُسمع؟ قال:
"زجره بالسحاب، إذا زجره، حتى ينتهي إلى حيث أمر".
قالوا: صدقت.
قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال:
"كان يسكن البدو فاشتكى عرق النسا، فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الابل وألبانها، فلذلك حرمها".
قالوا: صدقت.
قالوا أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة: فإنه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة، من عند ربه بالرسالة، فمن صاحبك؛ فإنما إنما بقيت هذه حتى نبايعك؟
قال: "هو جبريل".
قالوا: ذلك الذي ينزل بالحرب وبالقتل، ذاك عدونا من الملائكة، لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك, فأنزل الله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إلى آخر الآية: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة ٩٧،٩٨]. اهـ
- السنن الكبرى، كتاب عشرة النساء، باب كيف تؤنث المرأة وكيف يذكر الرجل؟ ٥/ ٣٣٦ ح: ٩٠٧٢. ورجال إسناد الحديث عند النسائي ثقات؛ فأحمد بن يحيى الأودي، الصوفي، ثقة [التقريب ١/ ٢٨]. وأبو نعيم هو الحافظ الثقة الثبت الفضل بن دكين [التقريب ٢/ ١١٠]. وعبد الله بن الوليد بن مغفل العجلي، ثقة بالتقرب ١/ ٤٥٩]. وبكير بن شهاب الكوفي، مقبول [التقريب ١/ ١٠٧]. وسعيد بن جبير، ثقة ثبت فقيه [التقريب ١/ ٢٩٢].
ورواه أحمد من طريق عبد الله بن الوليد [الفتح الرباني ١٨/ ٧٣] وهي طريق الترمذي.
وللحديث طريق ثانية عند أحمد: هاشم بن قاسم عن عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، ومن هذا الطريق أخرجه ابن جرير وعبد الرحمن بن حميد في تفسيرهما، والطبراني في الكبير، والطيالسى. انظر: تفسير القرآن العطم، لإبن كثير: عند تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: ٩٧]