للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما على أحدكم أن يكون له ثوبان سوى ثوبي مهنته لجمعة أو غيرها)، ثم قال:

(وخرجه أبو داود من حديث ابن سلام).

قال م: هذا ما ذكر، وقوله: الجمعة أو غيرها) وهم سأبينه في الباب الذي بعد هذا، إن شاء الله، والمقصود ها هنا قوله: "وخرجه أبو داود من حديث ابن سلام" فإن قارئ هذا الموضع من كتاب "الأحكام" لا يستريب في


ولهذا الحديث شاهد يتقوى به أبي داود؛ فقد رواه من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد، أن يحيى بن سعيد الأنصاري حدثه أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا سند صحيح، لكنه مرسل، وقد وصله أبو داود (١/ ٦٥٠ ح: ١٠٧٨)، وابن ماجة (ح: ١٠٩٥) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سعد أو سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، وبين عبد الله بن سلام، .. ورجاله ثقات؛ رجال مسلم، إلا أنه فيه انقطاعا بن محمد بن يحيى بن حبان، وبين عبد الله بن سلام؛ فقد ولد محمد بن يحيى سنة سبع وأربعين (٤٧ هـ) أي: بعد وفاة عبد الله بن سلام بأربع سنوات.
وأخرجه ابن ماجة أثر حديثه المذكور أخيرا عن أبي بن أبي شيبة، عن شيخ له، عن عبد الحميد ابن جعفر، عن يحيى بن حبان، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه.
وهذا رجاله ثقات، إلا أنه فيه جهالة شيخ ابن أبي شيبة.
ووجه إيراده أن عبد الحق ذكر متن هذا الحديث (ما على أحدكم أن يكون له ثوب سوى ثوبي مهنته لجمعة أو غيرها. من (التمهيد)، ثم قال: وخرجه أبو داود من حديث ابن سلام.
والذي عند أبي داود من طريق محمد بن يحيى بن حبان المرسلة: (ما على أحدكم إن وجد) أو (ما على الرواية السابقة، حيث لم يرد ذكر متن الحديث، فتنبه ابن المواق إلى هذا الوهم منه، نذكر الحديث لتصحيح ذلك.
ووهم آخر في نقل الحديث من مصدره وعد بتصحيحه، وسيأتي ذكره.
ثم إن ظاهر كلام عبد الحق أن المراد بـ (ابن السلام) هو عبد الله بن سلام، وهذا الذي يتبادر إلى الذهن، وخاصة أن محمد بن يحيى بن حبان روي عن عبد الله بن سلام. لكن لما وردت رواية كذلك فيما ختم به في هذا الحديث.
ويمكن أن يستفاد أيضا في الموضوع من المراجع الآتية: السنن الكبرى، للبيهقي (٣/ ٢٤٢)، تحفة الأشراف، مسند عبد الله بن سلام، (٤/ ٣٥٥ ح: ٥٣٣٤)، نفس المرجع، مسند يوسف بن عبد الله بن سلام، (٩/ ١٢١ ح: ١١٨٥٥)، مشكاة المصابيح، للخطب التبريزي (١/ ٤٣٨ ح: ١٣٨٩)، صحيح سنن أبي داود: (١/ ٢٠١ ح: ٩٥٣)، وصحيح سنن ابن ماجة (١/ ١٨١ ح: ٨٩٨)، غاية: المرام بتخريج أحادث الحلال والحرام، للألباني ص: ٦٤ ح: ٧٦.