للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٢٤٣ - عن عَمرو بن وهب الثقفي، قال: كنا مع المغيرة بن شعبة، فسئل: هل أم النبي صَلى الله عَليه وسَلم أحد من هذه الأمة غير أَبي بكر، رضي الله عنه؟ فقال: نعم؛

«كنا مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم في سفر، فلما كان من السحر ضرب عنق راحلتي، فظننت أن له حاجة، فعدلت معه، فانطلقنا حتى برزنا عن الناس، فنزل عن راحلته، ثم انطلق، فتغيب عني حتى ما أراه، فمكث طويلا، ثم جاء، فقال: حاجتك يا مغيرة؟ قلت: ما لي حاجة، فقال: هل معك ماء؟ فقلت: نعم، فقمت إلى قربة، أو إلى سطيحة، معلقة في آخرة الرحل، فأتيته بماء، فصببت عليه، فغسل يديه، فأحسن غسلهما ـ قال: وأشك أقال: دلكهما بتراب أم لا ـ ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسر

⦗٨٨⦘

عن يديه، وعليه جبة شامية، ضيقة الكمين، فضاقت، فأخرج يديه من تحتها إخراجا، فغسل وجهه ويديه ـ قال: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرتين؟ قال: لا أدري أهكذا كان أم لا ـ ثم مسح بناصيته، ومسح على العمامة، ومسح على الخفين، وركبنا، فأدركنا الناس، وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرَّحمَن بن عوف، وقد صلى بهم ركعة، وهم في الثانية، فذهبت أوذنه، فنهاني، فصلينا الركعة التي أدركنا، وقضينا الركعة التي سبقنا» (١).

- وفي رواية: «عن محمد، قال: دخلت مسجد الجامع، فإذا عَمرو بن وهب الثقفي، قد دخل من الناحية الأخرى، فالتقينا قريبا من وسط المسجد، فابتدأني بالحديث، وكان يحب ما ساق إلي من خير، فابتدأني بالحديث، فقال: كنا عند المغيرة بن شعبة، فزاده في نفسي تصديقا الذي قرب به الحديث، قال: قلنا: هل أم النبي صَلى الله عَليه وسَلم رجل من هذه الأمة غير أَبي بكر الصِّدِّيق؟ قال: نعم، كنا في سفر كذا وكذا، فلما كان في السحر، ضرب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عنق راحلته، وانطلق، فتبعته، فتغيب عني ساعة، ثم جاء، فقال: حاجتك؟ فقلت: ليست لي حاجة يا رسول الله، قال: هل من ماء؟ قلت: نعم، فصببت عليه، فغسل يديه، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، وكانت عليه جبة له شامية، فضاقت، فأدخل يديه، فأخرجهما من تحت الجبة، فغسل وجهه، وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته، ومسح على العمامة، وعلى الخفين، ثم لحقنا الناس، وقد أقيمت الصلاة، وعبد الرَّحمَن بن عوف يؤمهم، وقد صلى ركعة، فذهبت لأوذنه، فنهاني، فصلينا التي أدركنا، وقضينا التي سبقنا بها» (٢).


(١) اللفظ لأحمد (١٨٣١٤).
(٢) اللفظ لأحمد (١٨٣٤٧).