قلنا: ولفظ النَّسائي المشار إِليه، من روايته عن علي بن حُجْر:"لا يَتَوارَثُ أَهلُ مِلَّتَينِ".
وقال النَّسائي: وهذا هو الصَّواب من حديث هُشَيم، وهُشَيم لم يُتَابعْ على قوله:"لا يَتَوَارَث أَهلُ مِلَّتَينِ". "تحفة الأَشراف".
- قال عَبد الله بن أَحمد: سمعتُ أَبي يقول: لم يسمع هُشَيم، من الزُّهْري، حديث علي بن حُسين، عن عَمرو بن عُثمان، عن أُسامة بن زَيد، عَن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ "لا يتوارث أَهلُ ملتين شتى"، قال أَبي: وقد حَدثنا به هُشَيم. "العلل ومعرفة الرجال"(٢٢٠٢).
- وقال النَّسائي، عقب حديث هُشيم: هذا خطأ. "تحفة الأشراف"(١١٣).
- وقال ابن عَبد البَرِّ: ورواه هُشَيم بن بَشير الواسطي، عن ابن شِهاب، بإِسناده فيه، فقال فيه:"لا يتوارث أَهل ملتين"، وهُشَيم ليس في ابن شِهاب بحجة. "التمهيد" ٩/ ١٧١.
أهمية "المسنَد المصنَّف المعلَّل":
١ - من المعلوم عندَ أهلِ المَعْرفة بالسُّنَّة النَّبوية وتاريخها "أنَّ العالمَ الإسلاميَّ قد شَهِدَ في المئتين الثانية والثالثة نَهضةً لا مثيلَ لها في جَمْع السُّنة النبوية الشريفة وتَتَبُّعها وتَدْوينها وتبويبها على أنحاءٍ شَتَّى من التَّنْظيم والتَّبْويب مما لم تعرفه أمةٌ من الأمم، فكان ذلك خصيصًا بهذه الأُمة الإسلامية. وهيأ الله سبحانه مئات الحُفَّاظ الجَهَابذة الذين حفظوا ودَوَّنوا مئات أُلوفٍ من طُرُق الأحاديث، ورحلُوا من أجلها إلى البُلدان النائية، وطَوَّفوا في البلدان شَرْقًا وغَرْبًا ليصدروا عن خِبْرة وعِيان، وسألوا عن الرُّواة واطَّلَعوا على مَرْوياتهم ومُدَوَّناتهم ومحفوظاتهم، فجُمِعتِ السُّنَّة في صُدور الحُفَّاظ وفي كتاباتهم. ثم غَرْبلوا ما كتبوا من مئات الألوف وانتقوا منه ما يمكن أن يكون صحيحًا أو حَسَنًا أو ضعيفًا، أو يحتمل أن يكون من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، كلٌّ بحسب اجتهاده ومَنْهجه، فتوسع البعضُ واقتصرَ الآخر على أنواع مُعينةٍ، ودُوِّن كلُّ ذلك في المُصَنَّفات والجوامع والمسانيد والسُّنن، فإن كان فات بعضهم الشيء منها فما كان ليخفى على مجموعهم، وهم يتذاكرون المُتُون والأسانيد بينهم.