للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣١ - سلمة بن سلامة بن وقش الأَنصاري (١)

٤٥٦٩ - عن محمود بن لبيد، أخي بني عبد الأشهل، عن سلمة بن سلامة بن وقش، وكان من أصحاب بدر، قال:

«كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل، قال: فخرج علينا يوما من بيته، قبل مبعث النبي صَلى الله عَليه وسَلم بيسير، فوقف على مجلس بني عبد الأشهل، قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا، علي بردة، مضطجعا فيها بفناء أهلي، فذكر البعث، والقيامة، والحساب، والميزان، والجنة، والنار، فقال ذلك لقوم أهل شرك، أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان، ترى هذا كائنا، أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم، والذي يحلف به، لود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه، ثم يدخلونه إياه، فيطبق به عليه، وأن ينجو من تلك النار غدا، قالوا له: ويحك، وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إلي، وأنا من أحدثهم سنا، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه، قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله، تعالى، رسوله صَلى الله عَليه وسَلم وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به، وكفر به بغيا وحسدا، فقلنا: ويلك يا فلان، ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى، وليس به».

أخرجه أحمد (١٥٩٣٥) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرَّحمَن بن عوف، عن محمود بن لبيد، أخي بني عبد الأشهل, فذكره (٢).


(١) قال البخاري: سلمة بن سلامة بن وقش، الأشهلي، الأَنصاري، المدني، شهد بَدرًا مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم. «التاريخ الكبير» ٤/ ٦٨.
(٢) المسند الجامع (٤٩٢٦)، وأطراف المسند (٢٦٨٤)، ومَجمَع الزوائد ٨/ ٢٣٠.
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٩٥٥)، والطبراني (٦٣٢٧)، والبيهقي في «دلائل النبوة» ٢/ ٧٨.