٨٥٢ - سالم بن أبي أُمية، أَبو النضر
• حديث سالم بن أبي أُمية أبي النضر, قال: جلس إلي شيخ من بني تميم, في مسجد البصرة, ومعه صحيفة له في يده, قال: وفي زمان الحجاج, فقال لي: يا عبد الله, أترى هذا الكتاب مغنيا عني شيئًا عند هذا السلطان؟ قال: فقلت: وما هذا الكتاب؟ قال:
«هذا كتاب من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم كتبه لنا؛ أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا».
قال: فقلت: لا والله ما أظن أن يغني عنك شيئا, وكيف كان شان هذا الكتاب؟ قال: قدمت المدينة مع أبي, وأنا غلام شاب, بإبل لنا نبيعها, وكان أبي صديقا لطلحة بن عُبيد الله التيمي, فنزلنا عليه, فقال له أبي: اخرج معي فبع لي إبلي هذه، قال: فقال:
⦗٩٩⦘
«إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قد نهى أن يبيع حاضر لباد».
ولكن سأخرج معك, فأجلس وتعرض إبلك, فإذا رضيت من رجل وفاء, وصدقا ممن ساومك، أمرتك ببيعه، قال: فخرجنا إلى السوق فوقفنا ظهرنا, وجلس طلحة قريبا, فساومنا الرجال, حتى إذا أعطانا رجل ما نرضى قال له أبي: أبايعه؟ قال: نعم, قد رضيت لكم وفاءه, فبايعوه، فبايعناه, فلما قبضنا مالنا، وفرغنا من حاجتنا, قال أبي لطلحة: خذ لنا من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم كتابا؛ أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا, قال: فقال: هذا لكم ولكل مسلم, قال: على ذلك إني أحب أن يكون عندي من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم كتاب, قال: فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: يا رسول الله, إن هذا الرجل من أهل البادية, صديق لنا, وقد أحب أن تكتب له كتابا؛ أن لا يتعدى عليه في صدقته, فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هذا له ولكل مسلم, قال: يا رسول الله, إنه قد أحب أن يكون عنده منك كتاب على ذلك, قال: فكتب لنا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم هذا الكتاب».
سلف في مسند طلحة بن عُبيد الله، رضي الله عنه.