للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٢ - سلمة بن صخر الأَنصاري الخزرجي

ويقال: سلمان، ويقال: البياضي (١)

٤٥٧٠ - عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر الأَنصاري، قال:

«كنت امرءا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري, فلما دخل رمضان, تظهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان, فرقا من أن أصيب في ليلتي شيئا, فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار, وأنا لا أقدر على أن أنزع, فبينا هي تخدمني إذ تكشف لي منها شيء, فوثبت عليها, فلما أصبحت, غدوت على قومي فأخبرتهم خبري, وقلت لهم: انطلقوا معي إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم فأخبره بأمري, فقالوا: لا والله لا نفعل, نتخوف أن ينزل فينا قرآن, أو يقول فينا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مقالة يبقى علينا عارها, ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك، قال: فخرجت, حتى أتيت النبي صَلى الله عَليه وسَلم فأخبرته خبري, فقال لي: أنت بذاك؟ فقلت: أنا بذاك، فقال: أنت بذاك؟ فقلت: أنا بذاك، قال: أنت بذاك؟ قلت: نعم, ها أنا ذا، فأمض في حكم الله، عز وجل، فإني صابر له, قال: أعتق رقبة, قال: فضربت صفحة رقبتي بيدي, وقلت: لا والذي بعثك بالحق, ما أصبحت أملك غيرها, قال: فصم شهرين, قال: قلت: يا رسول الله, وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام؟! قال: فتصدق, قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، لقد بتنا ليلتنا هذه وحشا (٢) ما لنا عشاء, قال: اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق, فقل له فليدفعها إليك، فأطعم عنك منها وسقا من تمر ستين مسكينا, ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك, قال: فرجعت إلى قومي, فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي, ووجدت عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم السعة والبركة, قد أمر لي بصدقتكم, فادفعوها لي, قال: فدفعوها إلي» (٣).


(١) قال أَبو حاتم الرازي: سلمة بن صخر المديني، البياضي، له صحبة. «الجرح والتعديل» ٤/ ١٦٥.
(٢) «وحشا» بفتح، ثم سكون، أي: بلا طعام.
(٣) اللفظ لأحمد (١٦٥٣٥).