للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٠ - جعفر بن أبي طالب الهاشمي (١)

٣٥٥٠ - عن أُم سلمة، ابنة أبي أُمَية بن المغيرة، زوج النبي صَلى الله عَليه وسَلم قالت:

«لما نزلنا أرض الحبشة، جاورنا بها خير جار: النجاشي، أمنا على ديننا، وعبدنا الله لا نؤذى، ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشا، ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف، من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم، فجمعوا له أدما كثيرا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، وعَمرو بن العاص بن وائل السهمي، وأمروهما أمرهم، وقالوا لهما: ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم، ثم قدموا للنجاشي هداياه، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم.

قالت: فخرجا، فقدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار، وعند خير جار، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غِلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاؤوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم لنردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم، فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا، ولا يكلمهم، فإن قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي، فقبلها منهما، ثم كلماه، فقالا له: أيها الملك، إنه قد صبا إلى بلدك منا غِلمان

⦗١٥٢⦘

سفهاء،


(١) قال البخاري: جعفر بن أبي طالب، أَبو عبد الله، الهاشمي، قتل في حياة النبي صَلى الله عَليه وسَلم هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، فقتل يوم مؤتة. «التاريخ الكبير» ٢/ ١٨٥.
- وقال المِزِّي: جعفر بن أبي طالب، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، الهاشمي، أَبو عبد الله الطيار، ابن عم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أخو علي، وعقيل، وأم هانئ، أسلم قديما، وهاجر الهجرتين، واستعمله رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم على غزوة مؤتة، بعد زيد بن حارثة، واستشهد بها، وهي بأرض البلقاء. «تهذيب الكمال» ٥/ ٥٠.