للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩٤ - الحارث بن ضرار الخُزاعي (١)

٣٥٨٩ - عن دينار، أنه سمع الحارث بن ضرار الخُزاعي، قال:

«قدمت على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، وأقررت به، فدعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي، فأدعوهم إلى الإسلام، وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته، فيرسل إلي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم رسولا لإبان كذا وكذا، ليأتيك ما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أن يبعث إليه، احتبس عليه الرسول فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله، عز وجل، ورسوله، فدعا بسروات قومه، فقال لهم: إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم كان وقت لي وقتا، يرسل إلي رسوله، ليقبض ما كان عندي من الزكاة، وليس من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم الخلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت، فانطلقوا، فنأتي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وبعث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم الوليد بن عُقبة إلى الحارث، ليقبض ما كان عنده، مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق، فرجع فأتى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: يا رسول الله، إن الحارث منعني الزكاة، وأراد قتلي، فضرب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم البعث إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث، وفصل من المدينة، لقيهم الحارث، فقالوا: هذا الحارث، فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم كان بعث إليك الوليد بن عُقبة، فزعم أنك منعته الزكاة، وأردت قتله، قال: لا، والذي بعث محمدا بالحق، ما رأيته بتة، ولا أتاني، فلما دخل الحارث على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي؟ قال: لا، والذي بعثك بالحق، ما رأيته، ولا أتاني، وما أقبلت إلا حين احتبس

⦗٢١٨⦘

علي رسول رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم خشيت أن تكون كانت سخطة من الله، عز وجل، ورسوله، قال: فنزلت الحجرات: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} إلى هذا المكان: {فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم}».

أخرجه أحمد (١٨٦٥٠) قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا عيسى بن دينار، قال: حدثني أبي، فذكره (٢).


(١) قال البخاري: الحارث بن ضرار، الخُزاعي، له صحبة. «التاريخ الكبير» ٢/ ٢٦١.
(٢) المسند الجامع (٣٢٢٢)، وأطراف المسند (٢١٤٢)، ومَجمَع الزوائد ٧/ ١٠٨.
والحديث؛ أخرجه الطبراني (٣٣٩٥).