للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩١ - الحارث بن حسان البكري (١)

٣٥٨٦ - عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان، قال:

«مررت بعجوز بالربذة، منقطع بها، من بني تميم، قال: فقالت: أين تريدون؟ قال: فقلت: نريد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قالت: فاحملوني معكم، فإن لي إليه حاجة، قال: فدخلت المسجد، فإذا هو غاص بالناس، وإذا راية سوداء تخفق، فقلت: ما شأن الناس اليوم؟ قالوا: هذا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يريد أن يبعث عَمرو بن العاص وجها، قال: فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا وبين بني تميم، فافعل، فإنها كانت لنا مرة، قال: فاستوفزت العجوز، وأخذتها الحمية، فقالت: يا رسول الله، أين تضطر مضرك؟ قلت: يا رسول الله، حملت هذه ولا أشعر أنها كائنة لي خصما، قال: قلت: أعوذ بالله أن أكون كما قال الأول، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: وما قال الأول؟ قال: على الخبير سقطت ـ يقول سلام: هذا أحمق، يقول لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: على الخبير سقطت ـ قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هيه ـ يستطعمه الحديث ـ قال: إن عادا أرسلوا وافدهم قيلا، فنزل على معاوية بن بكر شهرا، يسقيه الخمر، وتغنيه الجرادتان، فانطلق حتى أتى على جبال مهرة، فقال: اللهم إني لم آت لأسير أفاديه، ولا لمريض فأداويه، فاسق عبدك ما كنت ساقيه، واسق معاوية بن بكر شهرا، يشكر له الخمر التي شربها عنده، قال: فمرت سحابات سود فنودي: أن خذها رمادا رمددا، لا تذر من عاد أحدا».

قال أَبو وائل: فبلغني أن ما أرسل عليهم من الريح كقدر ما يجري في الخاتم (٢).


(١) قال أَبو حاتم الرازي: الحارث بن حسان بن كلدة البكري صاحب قيلة، له صحبة، كوفي. «الجرح والتعديل» ٣/ ٧١.
- وقال المِزِّي: الحارث بن حسان بن كلدة البكري الذُّهْلي العامري، ويقال: الربعي، ويقال: حريث، له صحبة، وفد على النبي صَلى الله عَليه وسَلم وهو صاحب قيلة بنت مخرمة، سكن الكوفة، وعداده في أهلها. «تهذيب الكمال» ٥/ ٢٢٢.
(٢) اللفظ لأحمد (١٦٠٤٩).