للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٢٢ - عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي (١)

٥٢٥٦ - عن جدة عبد الواحد بن أبي عون، عن ابن أبي حدرد الأسلمي؛ أنه ذكر:

«أنه تزوج امرأة، فأتى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يستعينه في صداقها، فقال: كم أصدقت؟ قال: قلت: مئتي درهم، قال: لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم، ما عندي ما أعطيك، قال: فمكثت، ثم دعاني رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فبعثني في سرية، بعثها نحو نجد، فقال: اخرج في هذه السرية، لعلك أن تصيب شيئا، فأنفلكه، قال: فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين، قال: فلما ذهبت فحمة العشاء، بعثنا أميرنا رجلين رجلين، قال: فأحطنا بالعسكر، وقال: إذا كبرت وحملت، فكبروا واحملوا، وقال حين بعثنا رجلين رجلين: لا تفترقا، ولأسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه فلا أجده عنده، ولا تمعنوا في الطلب، قال: فلما أردنا أن نحمل، سمعت رجلا من الحاضر صرخ: يا خضرة، قال: فتفاءلت بأنا سنصيب منهم خضرة، قال: فلما أعتمنا كبر أميرنا وحمل، وكبرنا وحملنا، قال: فمر بي رجل في يده السيف فاتبعته، قال: فقال لي صاحبي: إن أميرنا قد عهد إلينا أن لا نمعن في الطلب، فارجع، فلما أبيت إلا أن أتبعه، قال: والله لترجعن، أو لأرجعن إليه، ولأخبرنه أنك أبيت، قال: فقلت: والله لأتبعنه، قال: فاتبعته، حتى إذا دنوت منه، رميته بسهم على جريداء متنه فوقع، فقال: ادن يا مسلم إلى الجنة، فلما رآني لا أدنو إليه ورميته بسهم آخر، فأثخنته، رماني بالسيف فأخطأني، فأخذت السيف فقتلته به، واحتززت به رأسه، وشددنا فأخذنا نعما كثيرة وغنما، قال: ثم انصرفنا، قال: فأصبحت فإذا بعيري مقطور به بعير، عليه امرأة جميلة شابة، قال: فجعلت تلتفت خلفها فتكثر، فقلت لها: إلى أين تلتفتين؟ قالت: إلى رجل، والله إن كان

⦗١٥٣⦘

حيا خالطكم، قال: قلت: وظننت أنه صاحبي الذي قتلت، قد والله قتلته، وهذا سيفه، وهو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه، قال: وغمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها، فلما قلت ذلك لها قالت: فدونك هذا الغمد فشمه فيه، إن كنت صادقا، قال: فأخذته فشمته فيه فطبقه، قال: فلما رأت ذلك بكت، قال: فقدمنا على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأعطاني من ذلك النعم الذي قدمنا به».

أخرجه أحمد (٢٤٣٧٩) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن جدته، فذكرته (٢).


(١) قال ابن أبي حاتم: عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، له صحبة. «الجرح والتعديل» ٥/ ٣٨.
(٢) المسند الجامع (٥٧٧٨)، وأطراف المسند (٣١٠٦)، ومَجمَع الزوائد ٦/ ٢٠٦.