«أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها، فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم، عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة
⦗٥٠٥⦘
معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم، وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد، أو حفش، قالت: فكانت تاتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا، إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة: فقلت لها: ما شانك، لا تقعدين معي مقعدا، إلا قلت هذا؟ قالت: فحدثتني بهذا الحديث» (١).