، فقالوا: يا صاحب رسول الله، أمات رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ فقال: نعم، فعلموا أنه كما قال، وكانوا أميين، لم يكن فيهم نبي قبله، فقالوا: يا صاحب رسول الله، أنصلي عليه؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون، ويصلون، ويدعون، ثم يخرجون، ثم يدخل غيرهم، حتى يفرغوا، قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن؟ قال: نعم، قالوا: أين يدفن؟ قال: في المكان الذي قبض فيه روحه، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، فعلموا أنه كما قال، قال: ثم خرج، فأمرهم أن يغسله بنو أبيه، قال: ثم خرج، واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: إن للأنصار في هذا الأمر نصيبا، قال: فأتوهم، فقال قائل منهم: منا أمير، ومنكم أمير ـ للمهاجرين ـ فقام عمر، فقال لهم: من له ثلاث مثل ما لأَبي بكر: {ثاني اثنين إذ هما في الغار} من هما؟ {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} من هما؟ من كان الله، عز وجل، معهما؟ قال: ثم أخذ بيد أَبي بكر فبايعه، وبايع الناس، وكانت بيعة حسنة جميلة» (١).
- وفي رواية: «عن سالم بن عبيد، قال: وكان من أهل الصفة، قال: أغمي على النبي صَلى الله عَليه وسَلم في مرضه، فأفاق، فقال: أحضرت الصلاة؟ قالوا: نعم، قال: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: أحضرت الصلاة؟ فقلن: نعم، فقال: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر
⦗٣٩١⦘
فليصل بالناس، قالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، فقال: إنكن صواحبات يوسف، مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، فأمرن بلالا أن يؤذن، وأمرن أبا بكر أن يصلي بالناس، فلما أقيمت الصلاة قال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: أقيمت الصلاة؟ قلن: نعم، قال: ادعوا لي إنسانا أعتمد عليه، فجاءت بريرة، وآخر معها، فاعتمد عليها، فجاء وأَبو بكر يصلي، فجلس إلى جنبه، فذهب أَبو بكر يتأخر، فحبسه حتى فرغ من الصلاة،