قوله تعالى:{وما أرسلنا من رسول}[إبراهيم: آية ٤]، دل على تقدم اللغات، فلو كانت توقيفية لزم الدور.
وأجيب: أن التوقيف لا يتوقف على البعثة، فلا دور، ولأن آدم غير مبعوث بلسان أحد، وهو معلوم، فلا دور.
وأيضًا - وصول التوقيف بالوحي باطل، لما سبق.
الدليل العقلي المعتزلة:
وبخلق علم ضروري، بأنه تعالى وضعها في عاقل، يوجب العلم الضروري به تعالى، وأن يبطل التكليف بمعرفته، أو في غيره، وهو بعيد جدًّا أو بغيرهما، ولا تسلسل، بل ينتهي إلى الاصطلاح.
وأجيب: بأنه بخلق العلم الضروري، بأن واضعا وضع، لا أنه تعالى وضع، سلمناه، فلما لا يجوز أن يعلم المجنون - ضرورة - بعض الأحكام الدقيقة.
ومنها: يعرف دليل المذهبين الآخرين وجوابه.
وإذ قد ظهر الضعف الكل، وجب التوقف.
[مسألة]
لا بد لكل إنسان من طريق يعرف به غيره ما في ضميره، لأنه مضطر إلى التعاون،