وزيف: بأن الخبر يحتمل التصديق والتكذيب بخلاف الأمر، وبأنهما غير مانعين، لدخول المندوب، وقوله: من فعل كذا فله الثواب، أو استحق الثواب - تحته.
وقال كثير من المعتزلة:"هو قول القائل لمن دونه: افعل، أو ما يقوم مقامه في الدلالة على طلب الفعل".
فلا يرد التهديد، ونحوه، إذ لا طلب، ودفعه. بمنع اتحاد الصيغة فيما: مكابرة.
ولا ما إذا صدر عن نائم، أو ساه، أو حاك، لأن نمنع صدقه عليه.
وزيف: بما إذا صدر من الأدنى، والأعلى، استعلاء وشفاعة.
وقال بعضهم: هو صيغة أفعل، لتجردها عن القرائن الصارفة عن الأمر. وهو تعريف الشيء بنفسه، ولأنه ليس أولى من عكسه، ولو حذف القيدين: نقض بالتهديد، أو الأخير - لزعمه أنها فيما ليس بأمر - ليست مجردة عنها: لزم أن لا تكون أمرًا، مع قرائن الوجوب.
وقيل:"هو صيغة أفعل، بشرط إرادات ثلاث: إرادة أحداث الصيغة، والدلالة بها على الأمر والامتثال".
وهو، متناقض، إذ يقتضي أن يكون الأمر: الصيغة، ومدلولها.
والأصح: أنه اللفظ الدال على طلب الفعل بالوضع على وجه الاستعلاء.
وإخراج:"أطلب منك الفعل"، "أو طلبت منه" - بقولنا:"بالوضع أولى" من قوله: "بالإنشاء"، لأنه لو قصد به الإنشاء: لزم أن يكون أمرًا، والطلب أولى، للتفرقة الضرورية بين طلب الفعل والترك، وبينهما وبين مفهوم الخبر، ويعلم ضرورة: أن ما يصلح لأحدهما جوابًا، لا يصلح للآخر، وهو غير الصيغة، لاختلافها دونه.