وهذا القول لم نجد أحدا من المفسّرين قال به، أو أشار إليه.. بل لقد تضاربت بهم مذاهب القول، فمن قائل: إنه «بلعم بن باعوراء» من الكنعانيين، وقيل إنه من بنى إسرائيل، ومن قائل إنه:«أمية بن الصلت» ، ومن قائل: إنه «النعمان بن صيفى الراهب» .. ولا نرى قولا من هذه الأقوال يعطى مفهوما للآية من قريب أو بعيد..
ولولا أننا استشعرنا أن القرآن لا يقول مخاطبا النبي:«وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا» إلا إذا كانت هناك قصة يتلوها النبىّ عليهم فى شأن هذا الرجل، فإن لم تكن هناك قصة يذكرها القرآن عن هذا الرجل فى هذا الموقف فلا بد أن تكون هناك قصة مذكورة مشهورة فى موضع آخر، يعلمها القوم عن يقين، ولا يحتاج الأمر إلى ذكرها مرة أخرى- لولا أننا استشعرنا هذا لما كان لنا قول نقوله فى رجل هذه القصة.
ثم إذا نظرنا فى قوله تعالى:«وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها» وفى قوله تعالى عن الوليد بن المغيرة: «إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً» ثم ذكرنا مع هذا ما كان للآيات التي تلاها الرسول الكريم عليه، وأثرها فيه، واستيلاءها على كيانه، ثم نكوصه عنها بعد ذلك، وانسلاخه منها بعد أن لبسها-