ورضيت قريش بما أخذت من الوليد، ومضى الوليد محموما إلى بيته، محمولا على رجلين لا تكاد ان تمسكان به.. ويغلق عليه بابه، ويخلو بنفسه ليلا طويلا مسهّدا، لا تغمض له عين..
وما تكاد تطلع الشمس، وتأخذ مسيرتها إلى الضحى، حتى يجىء إلى الوليد من بطرق على بابه فى طرقات صارخة، كأنها النذير العريان..
يقولها الوليد مبهور الأنفاس، مختنق الصوت، ينتفض انتفاض الغصن تحت وابل منهمر! - إنه الذي يتحدث به محمد، ويتصايح به أصحابه، ويتغنّى به الصبيان فى طرقات مكة وشعابها.. من قرآن محمد! - أوقد فعلها محمد؟ أو أنا الذي من بين قريش كلّها الذي يجعلنى محمد هزأة وسخرية على الملأ؟ والله لأفعلنّ به ولأفعلنّ!! ويظل هكذا يهذى