يكونوا من شهودها.. أما هذا القصص، فهو من شهود علم الله، ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا.. وإنما سمّى قصصا بالنسبة لمن يتلقونه، بعد أن مضى الزمن به.
- وقوله:«إِنِّي رَأَيْتُ» أي رؤيا فى المنام.. أي أن يوسف- عليه السلام- رأى فى منامه أحد عشر كوكبا والشمس والقمر.. رآهم جميعا ساجدين له.
ولم يكشف يعقوب ليوسف- عليهما السلام- عن تأويل هذه الرؤيا، بل أراه منها أنها تنبىء عن خير عظيم يناله، ومنزلة عالية يبلغها.. وذلك فى قوله:
«قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ» لقد نهاه عن أن يتحدث بهذه الرؤيا إلى إخوته، فإنها توحى إليهم بأنه سيكون له من إخوته الأحد عشر ما كان من تلك الكواكب فى موقفها منه، ساجدة له، متخاضعة بين يديه.. وذلك من شأنه أن يبعث الحسد والغيرة فى نفوسهم منه، ويفتح للشيطان طريقا للدخول بينه وبينهم، فيغريهم به، ويسلطهم عليه..
أما تأويل هذه الرؤيا، فقد وقع بعد ذلك بزمن بعيد، طويت فى أثنائه أحداث كثيرة، وقعت ليوسف، حتى استقر به المقام فى مصر، وأصبح متصرفا فى شئونها المالية، ثم جاء إليه أبوه، وأمه، وإخوته الأحد عشر، ودخلوا عليه الباب ساجدين.. وفى هذا يقول الله تعالى فى آخر السورة: